ملخص الخبر:   القسم الثاني من الحوار مع الطاقم الفني الإيراني لصناعة الأفلام الوثائقية عن المشكلات التي واجهت الطاقم أثناء صناعة الفيلم، الشهيد الشويهدي وراهبات القذافي، وذلك في اطار مناقشة مسيرة اندلاع الثورة.
التاريخ: 07/01/2013      الساعة 18:51
مصدر الخبر: مهدي                
نص:

نقرأ في السطور التالية من القسم الثاني من الحوار مع الطاقم الفني الإيراني لصناعة الأفلام الوثائقية عن المشكلات التي واجهت الطاقم أثناء صناعة الفيلم، الشهيد الشويهدي وراهبات القذافي، وذلك في اطار مناقشة مسيرة اندلاع الثورة.

في الفيلم الوثائقي " أمهات الثورة" نسمع هذه العبارة "إنهن النساء اللاتي أشعلن نيران الثورة"، إلى أي مدى تصدق هذه العبارة؟

خوش نجاد: لقد اندلعت الشرارة الأولى للثورة في سجن أبو سليم، ذلك السجن السياسي الليبي الذي سجن فيه جميع معارضي القذافي، وقتل فيه 1270 شخص في يوم واحد، ولم يكن يعلم أسر هؤلاء المسجونين شيئاً عنهم لسنوات طويلة. كانت أسر هذه المجموعة تجتمع كل يوم سبت أمام المحكمة الليبية لمدة أربع ساعات بعد اطلاعهم على الأمر عن طريق محامي يدعى "فتحي تربل"، وكانت التجمعات الرئيسية لأمهات الضحايا، إذن فهؤلاء النساء في واقع الأمر كانوا هم لهيب الثورة.

 

هل كان هناك أي رد فعل من قبل دولة القذافي تجاه هذا التجمع الأسبوعي؟

خوش نجاد: نعم، لقد أعطوا لهم تعويضات ما بين 100-120 ألف دينار حتى يصمتوا.

وهل قبلت الأسر هذه االنقود؟

خوش نجاد: لقد قبلت بعض هذه الأسر النقود، بينما رفضتها بعض الأسر الأخرى واستمرت في معارضتها، حتى أن القذافي قد أعتقل فتحي تربل والأسر المعارضة عدة مرات.

ماذا حدث لفتحي تربل؟

إسلام زادة: لقد تم القبض عليه لأخر مرة بعد الثورة التونسية، وتجمعت أمهات وزوجات الشهداء مرة أخرى أمام المحكمة، ومع اضطراب ليبيا واتساع نطاق الاحتجاجات، تم الافراج عن تربل، لكن الافراج عنه قد جاء بعد فوات الأوان. يمكن القول أن الاحتجاج الدائم كان من قبل الأمهات ونساء الشهداء، وربما يمكن القول بأن دماء شهداء أبو سليم كانت السبب في سقوط القذافي.

 

كيف كان تعامل الشعب الليبي معك كمواطن إيراني؟

خوش نجاد: كان الشعب الليبي مضياف للغاية، فبغض النظر عن كوننا إيرانيين، فهم في الأساس يحسنون ضيافة الغرباء. لقد كانوا يقولون أن من سمات أبناء الصحراء اكرام الضيف. عندما كنا نسأل الناس عن عنوان في وسط الطريق، كانوا يقولون: اختصروا الطريق وشرفونا في منزلنا، ولم يكن الأمر مجاملة في غير محلها، لكنهم كانوا يقولون ذلك من صميم قلوبهم.

إسلام زادة: كانوا يتعاملون معنا في البداية بشكل جيد، إلا أن معلوماتهم عن إيران كانت قليلة بشكل عام، فعندما كنا نتحدث بغير العربية، كانوا يتسائلون: هل أنتم أتراك؟ من الواضح أن تركيا كان لها حضور مميز في ليبيا، وبعد أن كانوا يفهمون أننا إيرانيون، كانوا يهتمون بنا كثيراً بسبب مواقف إيران ضد الاستكبار. لقد كنا نرغب في صناعة فيلم وثائقي نجمع فيه جميع الأحاديث التي قالها الشعب الليبي عن إيران، لكنهم قالوا لنا أن هذا العمل سيكون خطيراً، ويمكن أن يتم التعرف على هؤلاء الأشخاص وقتلهم. فكما ذكرت أن أخطر شئ على الإسلام الأمريكي هو الفكر الإيراني.


حدثانا عن المشكلات التي واجهتكما أثناء صناعة الفيلم...

إسلام زادة: إن أهم المشكلات التي نواجهها في صناعة وثائقيات الأزمات خارج أرض الوطن، هي الحصول على التأشيرة. لكن الوصول إلى الأشخاص والتنسيق معهم كان أمراً صعباً في ليبيا، حتى أن بطاقات الصحافة قد صدرت لنا بصعوبة. أو أنهم في مصراتة قد أعادونا 200 كيلومتر لأننا لم يكن لدينا تصريح لدخول بعض الأماكن. أو أننا واجهنا بعض الأشخاص المشتبه فيهم أثناء تصوير المعبد اليهودي في مدينة طرابلس القديمة. كان الأشخاص المرافقون لنا يطمئنوننا ويقولون أنه لا توجد مشكلة، ويبدو أن قبل حضورنا بعدة أيام، كان هناك أحد اليهود قد جاء إلى هناك لإعادة اعمار المعبد، فاشتبك معه الأهالي.

خوش نجاد: أعتقد أننا جئنا إلى ليبيا في أفضل وقت، حيث لم يكن مجيئنا أثناء الاشتباكات فيكون وجودنا غير آمن، ولم يكن كذلك متأخراً، فيكون قد مر وقت طويل على حدوث الثورة. لقد كانت لدينا الحرية في الذهاب إلى الأماكن التي نريدها، كما لم تكن شعلة الثورة قد انطفئت بعد في قلوب الأهالي، ومن ثم كانوا يتعاونون معنا. إن العمل التحليلي يحتاج إلى الهدوء والاستقرار، بينما أثناء الاشتباكات لا يمكن سوى تصوير الأحداث. لكن كان هذا التوقيت هو الأفضل لإنجاز العمل الذي كنا نريد عرضه.

 

لقد عرضتم مراسم اعدام أحد الطلاب في ثلاث مجموعات من أعمالكم، فما هي قصة هذا الاعدام؟ ولماذا قمتم بهذا التكرار؟

إسلام زادة: كانت إحدى النقاط السوداء في تاريخ دولة القذافي والتي ظلت عالقة في أذهان أغلب الشعب، هي مسألة اعدام الشهيد "صادق الشويهدي" الذي تمت محاولة اعدامه في حرم الجامعة بسبب معارضته للقذافي. لقد قامت "هدى بن عامر" بتعليق الشويهدي في المشنقة، إلا أنه لم يمت، فقامت بوضع الرمال في فمه حتى اختنق هذا الشاب.

لقد كان حدثاً مروعاً، وقع في شهر رمضان الكريم، وأذيع كذلك في التلفاز. كان القذافي يريد من هذا الفعل أن يعرض نتيجة أي معارضة له. لقد كان أغلب الأشخاص الذين يتحدثون إلينا ينقلون هذا الحدث، وكان تكرار هذا المشهد تأكيداً من المخرج على هذا الأمر.

 

ألم تكن صناعة أربعة أفلام وثائقية عن هذه الرحلة بكل هذه المشتركات أمراً زائداً؟

إسلام زادة: حيث أننا كنا المجموعة الإيرانية الوحيدة لصناعة الأفلام الوثائقية في ليبيا، فقد قمت بالاتصال الهاتفي بالمنتج وعرضت عليه الموضوعات المهمة مثل سجن أبو سليم ووضع النساء، وقلت له أن بإمكاننا العمل في الموضوعين بشكل متوازي، وقد وافق على الأمر. إن الشعب الإيراني لم يكن يعرف عن ليبيا سوى عمر المختار والقذافي، لذلك فقد كنا في حاجة إلى مجموعة تستطيع أن تتناول القضية الليبية برؤية متخصصة. أعتقد أن برنامج تلفزيوني مدته 200 دقيقة كان أمراً ضرورياً لبحث هذه القضية على النحو اللازم، كما أنني أعتقد أن إهمالنا لبعض الأحداث الليبية الجذابة كان سيشعرنا بالندم.

 

ما هو مصير الحراسة الخاصة بالقذافي والتي كان أكثرها من النساء اللاتي أشتهرن بلقب راهبات القذافي؟

إسلام زادة: لقد هرب أكثرهن ولجأن إلى دول أخرى، كما أسر بعض منهن على أيدي الثوار. إننا حاولنا كثيراً إجراء حوار معهن، لكن دون فائدة. لكننا بالتأكيد قد استطعنا إجراء حوار مع أحد المسئولين الكبار في سجن أبو سليم، حيث كان متواجداً أثناء أحداث المجزرة.

 

ماذا حدث لهدى بن عامر؟

خوش نجاد: إنها لاتزال على قيد الحياة، لكنها هربت، وقد كثرت حولها الاشاعات، وهناك أيضاً من يقولون بأنها قد أسرت. كانت هدى بن عامر المسئولة عن اعدام معارضي القذافي. لقد كانت تثير الناس في مراسم الاعدام من خلال اطلاق الشعارات ضد المعدومين، وكما ذكرنا من قبل فإنها كان لها دور بارز في مراسم اعدام الشهيد الشويهدي.

 

يتبع...

ياسين بورعزيزي/ أخبار الفن


كليه حقوق اين اثر متعلق بهhttp://www.Misagh.netميباشد.
هرگونه تقليد و نقل مطالب بدون ذكر منبع ممنوع می باشد.