أخبار
حوار "أخبار الفن" مع
الطاقم الفني الإيراني لصناعة الأفلام الوثائقية الذي كان قد تم ارساله إلى ليبيا (الجزء الاول)
    2013/01/07 17:21      

بعد استرداد "سرت" مؤخراً من أيادي القوات الموالية لمعمر القذافي، وحيث لاتزال أصوات طلقات الرصاص تصل إلى الأسماع في بعض المناطق الليبية، وصل إلى ليبيا طاقم عمل الأفلام الوثائقية الإيراني بعد جهود مضنية.   

يتولى رئاسة هذا الفريق المخرج الإيراني القدير "محسن إسلام زادة"، ويصاحبه في هذه الرحلة "مهدي خوش نجاد" كمساعد له. كانت ثمرة رحلة هذا الطاقم إلى ليبيا مجموعة الأفلام الوثائقية "أسرار سجن أبو سليم"، "أمهات الثورة"، "وجه لوجه مع البطل" والمجموعة الوثائقية "قيام الصحراء". حول الأعمال المذكورة، ليبيا، القذافي وأيام هذه الرحلة، كان لنا حوار مع هاذين الفنانين الإيرانيين المميزين. نقرأ معاً الجزء الأول من الحوار.

 

يشمل الربيع العربي دول أخرى، فلماذا اخترتم ليبيا؟

إسلام زادة: أشكركم على الفرصة التي أتحتموها إلينا. يجب أن أقول أنني لا أعترف بمصطلح الربيع العربي، فهذه كانت صحوة إسلامية. لقد كنا في باكستان في عام 2011 منشغلين بإعداد برنامج، وكنا نستيقظ كل يوم من نومنا على أخبار اضطراب إحدى الدول وأن هناك ثورة تحدث فيها. تونس، مصر، ليبيا، البحرين وغيرها، وبعد عودتنا إلى إيران ظللنا نتتبع الأحداث لشهور للذهاب إلى إحدى هذه الدول وإعداد برنامج هناك. إلا أننا أدركنا أن هذا الأمر غير مجدي، ويجب أن نركز على دولة واحدة. لم يكن هناك دافع قوي لذهابنا إلى تونس، حيث قد سبق وأن سافرت عدة مجموعات إلى هناك، وكان الذهاب إلى مصر غير متاح بالنسبة لنا، ومن ثم فقد ركزنا على ليبيا. لقد تابعنا الأمر مع السفارة الليبية منذ أواسط الصيف، لمدة حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر، حتى نجحنا في النهاية من الحصول على تأشيرات الدخول إلى ليبيا بعد أسبوع من مقتل القذافي، وبالفعل ذهبنا إلى ليبيا وقضينا هناك 42 يوماً.

 

لماذا ذهبتم إلى ليبيا بعد أسبوع من مقتل القذافي، ولم تذهبوا في ظل أحداث الثورة؟

إسلام زادة: لقد كانت هذه الثورات خارج المعادلات الغربية، حيث كانت أنشطة الأجهزة الاستخباراتية لهذه الدول ضعيفة، وقد احتارت هذه الأجهزة الاستخباراتية في أحداث تلك الثورات ووقائعها. لقد فاجئتهم التغييرات التي حدثت في مصر وتونس، لكن فيما يخص الثورات الأخرى، فقد حاولوا من ناحية أن يكون لهم دوراً فيها، ومن ناحية أخرى حاولوا عدم السماح بفتح المجال أمام إيران والإيرانيين قدر المستطاع.

 

هل يعني هذا أنهم كانوا قد ركزوا على إيران ووضعوها في الاعتبار؟

إسلام زادة: لا شك أن إيران كانت العنصر الأهم. إنهم لم يسمحوا أثناء الثورة الليبية بهبوط طائرة الهلال الأحمر الإيرانية على أرض بنغازي، وعندما أرادت سفارتنا الانتقال من طرابلس إلى بنغازي لدعم الثوار، لم يسمحوا لها بذلك أيضاً.

 

هل تقصد الغرب؟

إسلام زادة: نعم، أقصد الغرب بما كان يمارسه من ضغوط على المجلس الانتقالي. لقد سمح المجلس الانتقالي بهبوط طائرة إيرانية في بنغازي لمرة واحدة فقط. كان يجب على طائرات إيران الذهاب إلى تونس، ومن هناك كانت حمولات الطائرات ترسل إلى ليبيا براً، أي أنه إلى هذه الدرجة كان يجب أن يكون دور إيران محدوداً، وبالمناسبة فإن النظام الإسلامي الحاكم في قطر وتركيا كان يقوم بالدعايا لمستقبل ليبيا بعد أيام من مقتل القذافي خوفاً من تكرار نموذج النظام الإيراني. أي أنهم كانوا يريدون أن يكون لدى الليبيين علاقة بأي دولة، إلا إيران.

 

كيف تم الإعداد للعمل؟

خوش نجاد: لقد رجعنا إلى الكتب والإنترنت، واستشرنا بعض الشخصيات منها الدكتور "صادق الحسيني"، الأستاذ "حسن عباسي" و"محسن جكيني"، كما وجدنا كذلك أشخاصاً لهم دور في الثورة الليبية، الأمر الذي ساعدنا في مسيرة البحث والإعداد للعمل. بشكل ما يمكن القول أننا قد أعددنا خارطة طريق وعرضناها على منتج البرنامج السيد "سليم غفوري"، الذي يعتبر بدوره خبيراً في قضايا العالم الإسلامي، فتقدم العمل وذهبنا إلى ليبيا. كما يمكن القول بأن نسبة 60 إلى 70 بالمائة من التخطيط لعملنا قد تم في طهران. كانت المصادر الإيرانية فيما يخص ليبيا قليلة للغاية، وكان المترجم المرافق لنا الأستاذ "خامة يار" يترجم لنا بعض المصادر أثناء عملنا، حيث كان يترجم لنا على سبيل المثال بعض الموضوعات من بعض الصحف اللبنانية التي كنا نجمع منها المعلومات حول ليبيا.

حدثنا عن حركة العمل في ليبيا والأيام التي أمضيتموها هناك...

إسلام زادة: بعد وصولنا إلى ليبيا، ذهبنا من بنغازي إلى سرت والتي تبعد 500 كيلومتر عن بنغازي، وعندما وصلنا إلى المدينة، كانت لاتزال خالية ولم يكن الأهالي قد عادوا إليها بعد. وبمجرد وصولنا إلى سرت، استقبلنا الثوار وأعطونا غرفة في مقرهم، حيث أمضينا في سرت عدة أيام، ثم ذهبنا إلى المكان الذي قتل فيه القذافي، وبعده ذهبنا إلى مصراتة، ومن هناك ذهبنا أيضاً إلى طرابلس. بدأ عملنا الأساسي في طرابلس، وأمضينا هناك من 20 إلى 25 يوماً، وأثناء العمل ذهب مهدي إلى مصراتة وقام بالتصوير هناك، كما ذهبنا كذلك إلى مدينتي الزاوية وزنتان، وقد تزامن ذلك مع القبض على ابن القذافي، فتولى مهدي كذلك العمل في مدينة صبراتة. بعد الانتهاء من العمل في طرابلس، عدنا إلى بنغازي، من هناك عدنا إلى أرض الوطن.

 

ألم يكن من الأفضل لكم في عملكم الذي كان يرتكز في محوره على قيام الصحراء أن تتحاورون مع عامة الناس كما تحاورتم مع الخاصة منهم؟

خوش نجاد: حيث أن العمل كان في أكثره تحليلي، فقد كان أكثر احتياجاً إلى محللين. إلا أننا لدينا أيضاً حوارات مع أفراد من عامة الشعب، رغم أنها قد تبدو قليلة بالنسبة إلى كثرة عدد الحوارات التي أجريناها. على أية حال، لقد اضطررنا في المونتاج إلى تعديل بعض المشاهد الزائدة.

إسلام زادة: يتوقف الأمر على كيفية رؤيتنا للشعب. لقد كنا نقابل الكثير من الشخصيات في الطرق. على سبيل المثال، فإننا تعرفنا على شخص في إحدى محال بيع الكتب كان يعمل سابقاً في وزارة الخارجية. إنه إذن أحد أفراد الشعب. أو أننا وجدنا شخصاً في باب العزيزية، كان مسجوناً سياسياً. كما أننا في المشاهد التي تتعلق ببداية الثورة، أو عند سؤالنا حول القضية الفلسطينية، كنا نجري حوارات مع الأشخاص المتواجدين في الطرق بشكل عشوائي. أو فيلم "وجهاً لوجه مع البطل"، الذي يتناول قصة شخص عادي أجبرته بعض الأحداث على التحول فجأة إلى بطل، فإن نفس هذا الشخص العادي قد قام بتحليل بعض جوانب القضية السورية، بشكل يعجز عن فعله أفضل الخبراء الليبيين الذين هم على اتصال بالإيرانيين. إذن، فإن النقطة الأساسية هنا هي أننا أردنا عندما يتحدث شخص ما، أن يكون له مكانته. لم أكن أستطيع أن أتحاور مع أفراد من العامة حول التاريخ الليبي، ومن ثم فقد ذهبت إلى اثنين من المؤخرين الليبيين المرموقين. كما أنه من الصعب أن يتحدث أحد العامة عن سياسات وزارة الخارجية، فكان من الضروري أن يكون المتحدث خبيرا في هذا الشأنً، وكذلك فيما يخص الاقتصاد وغيره من الموضوعات. إلا أن المواضع التي كان يجب أن يتحدث فيها أفراد من العامة، فقد حاولنا الاستعانة بأشخاص عاديين.

 

يتبع... 




كافة الحقوق المادية والمعنوية محفوظة لمركز ميثاق الثقافي.

أخبار
  الأفلام الوثائقية "مدافعوا أمرلي"، "شيخ صباح" و"أنا والقائد" في مهرجان النهج السينمائي في كربلاء

  إصابة مُخرج إيراني في هجوم لداعش بالعراق

  اصابة مخرج ايراني وثائقي بقذائف "داعش" في العراق

  اصابة مخرج ايراني بقذائف داعش الارهابية بالعراق

  مقتل ابو مقتدى واصابة مخرج فيلم السنة في ايران الايراني بتكريت اليوم السبت

  "الشیخ صباح" فیلم وثائقی یروی محاربة أهل السنة لتنظیم داعش

  "أهل السنة في إيران" يفوز بجائزة "الفانوس" في مهرجان عمار

  ما جاء فی وثائقی "أهل السنة فی إیران" یعبر عن آراء غالبیة أهل السنة فی هذا البلد

  مهرجان "عمار" و قناة "افق" يبثان الفيلم الوثائقي "كوثر"

  کوثر البشراوي: تركت العمل في الـ mbc لعدم وصفها الكيان الصهيوني بالعدو أثناء انتفاضة الأقصى

  وثائقي "أهل السنة في إيران" على شاشات 52 قناة تلفزيونية إسلامية + الصور

  وفد النشطاء الدوليين يصل إلى سوريا قادماً من العاصمة طهران

  مؤسسة ثقافية إيرانية تنتج فيلماً وثائقياً عن مأساة قوم الروهينجيا


   المزيد...